تتسارع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بخطوات ثابتة نحو عصر جديد من التجارة، حيث يهيمن نموذج التجارة الإلكترونية على المشهد.
فمع توقعات ببلوغ حجم السوق 214 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025،فإن التجارة الإلكترونية ليست فقط القطاع الأسرع نموًا في المنطقة، ولكنها أيضًا تتمتع بإمكانات هائلة للنمو المستقبلي.
لماذا قطاع التجارة الإلكترونية هو الأقوى نموا؟
تتضافر مجموعة من العوامل لتشكل قوة دافعة وراء صعود التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:
- سلوك الجيل الحالي: يُشكل جيل الشباب في المنطقة نسبة كبيرة من مستخدمي الإنترنت، حيث يُقضون ساعات طويلة على منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة. ونتيجة لذلك، أصبح التسوق عبر الإنترنت تجربة طبيعية وسهلة تناسب أسلوب حياتهم.
- البنية التحتية التقليدية المحدودة: في بعض المناطق، لا تتوفر متاجر تقليدية كافية، مما يخلق فجوة تُلبيها التجارة الإلكترونية بفعالية.
- نوفر الإنترنت وبأسعار معقولة: تُساهم البنية التحتية المتنامية للشبكة و انخفاض تكاليف البيانات في جعل التسوق عبر الإنترنت أكثر سهولة ووصولاً إلى جميع فئات المجتمع.
- الدعم الحكومي: تُقدم العديد من حكومات المنطقة دعمًا قوياً لقطاع التجارة الإلكترونية من خلال الاستثمار في البنية التحتية اللوجستية وتبسيط اللوائح والقوانين.
ابتكارات تُشكل مستقبل التجارة الإلكترونية:
بفضل مجموعة من العوامل المُحفزة، تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا طفرةً في الشركات الناشئة في مجال التجارة الإلكترونية، والتي تُقدم حلولًا مبتكرة ورائدة تُعيد تعريف التسوق في المنطقة, وهي:
- تجربة مُخصصة تلبي احتياجات وتفضيلات كل منطقة: تُقدم منصات التجارة الإلكترونية مثل نون.كوم في السعودية وجوميا في العديد من الدول الأفريقية تجارب مُخصصة تُلبي احتياجات وتفضيلات كل منطقة مثل حلول الدفع المحلية.
- تكامل التكنولوجيا المالية: يُسهل التكامل السلس للخدمات المالية داخل منصات التجارة الإلكترونية، مثل خيارات الدفع عند الاستلام (COD)،باكتساب ثقة العملاء ودفعهم لتكرار تجربة التسوق.
مستقبل التجارة الالكترونية
من المتوقع أن يشهد قطاع التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المزيد من التطور مستقبلاً نتيجة لعدة عوامل منها:
- استمرار نمو السوق: من المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 330 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، ، مدعومًا بزيادة عدد الشركات الناشئة في المجال.
- ثورة في توصيل الشحنات: يُتوقع أن يُصبح توصيل السلع الأساسية في غضون دقائق اتجاهًا رائجًا، حيث تقود شركات ناشئة مثل فيتشر في الإمارات العربية المتحدة ونعناع في السعودية هذا التوجه.
- التوسع في المناطق النائية: مع تحسن توفر شبكات الإنترنت في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات، تُصبح التجارة الإلكترونية جاهزة لسد الفجوة وتوفير إمكانية الوصول إلى نطاق أوسع من المنتجات لسكان المناطق النائية.
الخاتمة
يُعد جيل الشباب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عنصرًا أساسيًا في نمو وتطور قطاع التجارة الإلكترونية. فمع وعيهم بالتكنولوجيا، ومهاراتهم التقنية العالية، واهتماماتهم المتغيرة، يُساهم هذا الجيل بشكل كبير في إعادة تعريف التسوق في المنطقة. ونتيجة لذلك، يُتوقع أن تُواصل التجارة الإلكترونية نموها خلال السنوات القادمة، مدعومةً بطاقة جيل الشباب وابتكاراته.