شهد سوق رأس المال الاستثماري في المملكة العربية السعودية نموًا ملحوظًا في عام 2024، مدفوعةً برؤية 2030 الطموحة، وتدفق رؤوس الأموال العالمية، وازدهار بيئة ريادة الأعمال.
المبادرات الحكومية ورؤية 2030 تدفعان نحو النجاح
كانت للبرامج المدعومة من الحكومة دورًا حاسمًا في تعزيز هذا النمو. يقول فيليب باهوشي، الرئيس التنفيذي ومؤسس MAGNiTT، وهي منصة بيانات إقليمية رائدة: “واصلت المملكة العربية السعودية تطوير منظومة رأس المال الاستثماري الخاصة بها طوال عام 2024”. “وقد تجلى ذلك من خلال العديد من البرامج والمبادرات الحكومية… بالإضافة إلى برامج التدريب وهياكل الاستثمار.”
لماذا أصبحت السعودية وجهةً جاذبةً لرأس المال الاستثماري؟
يشير محمد الزعبي، مؤسس Nama Ventures، وهي صندوق رأس للإستثمار الجريء رائدة في الشركات التقنية في مراحلها المبكرة في المملكة العربية السعودية، الضوء على التوافق بين رؤية 2030 والزخم المتزايد للمملكة في قطاع رأس المال الاستثماري.
يقول الزعبي: “برزت ثلاثة عوامل رئيسية”. “أولاً، الدعم المستمر من مبادرات رؤية 2030. ثانيًا، تدفق المستثمرين الدوليين الذين يدركون الإمكانات الهائلة و الفرص الواعدة في السوق السعودية. وثالثاً,نمو المواهب الريادية في المملكة العربية السعودية بشكل كبير.”
المرونة في مواجهة التحديات العالمية
على الرغم من الرياح الاقتصادية العالمية المعاكسة والتباطؤ في الاستثمارات في المراحل المتأخرة، أظهر سوق رأس المال الاستثماري في المملكة العربية السعودية مرونة، متفوقًا على العديد من الأسواق المتقدمة. وظلت الاستثمارات في المراحل المبكرة ومراحل Series A قوية، مشكلة العمود الفقري لنشاط رأس المال الاستثماري في المملكة.
قصص النجاح تؤكد قوة السوق
تميز نمو رأس المال الاستثماري في المملكة العربية السعودية في عام 2024 بقصص نجاح كبيرة، بما في ذلك:
- تابي: تستعد شركة التكنولوجيا المالية هذه، التي يقع مقرها الرئيسي الآن في المملكة العربية السعودية، والتي تعمل بنظام “اشتر الآن وادفع لاحقًا” والتي وصلت إلى قيمة مليار دولار، لطرحها العام الأولي (IPO)، على الأرجح في تداول.
- سلة: منصة للتجارة الإلكترونية تدعمها Nama Ventures، تقترب سلة من حالة يونيكورن وتستعد أيضًا لطرح عام أولي.
تسلط هذه النجاحات الضوء على قوة وجاذبية النظام البيئي للشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية على مستوى العالم.
المشاركة العالمية والاتجاهات الناشئة
ساهمت عدة عوامل في زيادة استثمارات رأس المال الجريء في المملكة العربية السعودية:
- الرؤية الاستراتيجية: جذبت رؤية المملكة 2030 رأس المال الدولي وشجعت الشركات العالمية على نقل مقارها الرئيسية إلى المملكة العربية السعودية.
- برامج الدعم الحكومية: حفزت العديد من المبادرات الحكومية الاستثمار ودعمت نمو منظومة رأس المال الاستثماري.
- الأحداث العالمية: وضعت فعاليات مثل مبادرة مستقبل الاستثمار و LEAP المملكة العربية السعودية كمركز عالمي للابتكار وريادة الأعمال.
تشمل الاتجاهات الناشئة في مشهد رأس المال الاستثماري السعودي:
- التنويع: توسع نشاط الاستثمار إلى ما وراء القطاعات التقليدية مثل التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية إلى مجالات مثل حلول تكنولوجيا المعلومات، والأغذية والمشروبات، والزراعة.
- الصناديق الخاصة بالقطاع: يؤدي ظهور صناديق خاصة بالقطاع بقيادة رواد أعمال ذوي خبرة إلى جلب الخبرة ورأس المال المتخصصين إلى مجالات متخصصة.
توقعات واعدة لعام 2025
يتفاءل خبراء الصناعة بمستقبل سوق رأس المال الاستثماري في المملكة العربية السعودية. تشمل الاتجاهات الرئيسية المتوقعة لعام 2025:
- الاستعداد للطرح العام الأولي: من المتوقع أن تصل المزيد من الشركات الناشئة السعودية إلى مرحلة النضج وتسعى إلى طرح عام أولي.
- النمو في الاستثمارات في المراحل المتأخرة: مع نضوج النظام البيئي، من المرجح أن تزداد الاستثمارات الأكبر حجمًا في المراحل المتأخرة.
- التركيز المستمر على تمويل المراحل المبكرة: لا يزال رعاية الشركات الناشئة منذ بدايتها أمرًا بالغ الأهمية، ومن المتوقع أن تستمر الاستثمارات في المراحل المبكرة في النمو.
- الاستثمار في التكنولوجيا العميقة: بدعم قوي من مؤسسات مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية والبرامج الحكومية، فإن الاستثمار في التكنولوجيا العميقة مهيأ للنمو.
